فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون
قوله: فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك قال أهل التفسير: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: ائتنا بكتاب ليس فيه سب آلهتنا حتى نتبعك ونؤمن بك.
وقال بعضهم: هل ينزل عليك ملك فيشهد لك بالصدق، أو تعطى كنزا تستغني به أنت وأتباعك.
فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع سب آلهتهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقوله تعالى: فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك أي: لعظيم ما يرد على قلبك من تخليطهم تتوهم أنهم يزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربك وضائق به صدرك الضائق بمعنى: الضيق، قال أن في موضع خفض بالرد على الباء في به. ابن الأنباري:
يريد: وضائق به صدرك بأن يقولوا: لولا أنزل عليه كنز يستغني به أو جاء معه ملك يشهد له بالنبوة إنما أنت نذير قال إنما عليك أن تنذرهم وليس عليك أن تأتيهم بما يقترحون عليك من الآيات. الزجاج:
والله على كل شيء وكيل أي: حافظ لكل شيء.
قوله: أم يقولون معناه: بل أيقولون: افترى القرآن وأتى به من عند نفسه قل لهم فأتوا أنتم في معارضتي بعشر سور مثله مثل القرآن من البلاغة [ ص: 567 ] مفتريات بزعمكم ودعواكم وادعوا من استطعتم من دون الله إلى المعاونة على المعارضة إن كنتم صادقين في قولكم: افتراه.
فإلم يستجيبوا لكم من تدعونهم إلى المعاونة، ولم يتهيأ لكم المعارضة فقد قامت عليكم الحجة فاعلموا أنما أنزل بعلم الله أي: أنزل والله أعلم بإنزاله وعالم أنه حق من عنده، واعلموا أن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون استفهام معناه الأمر.