إسلام ويب - التفسير الوسيط للواحدي - تفسير سورة هود - تفسير الآيات من 100 إلى 102- الجزء رقم2

قوله: ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد

ذلك يعني ما تقدم من الخبر من أنباء القرى من أخبار القرى الهالكة نقصه عليك نخبرك بها منها قائم بقيت حيطانه وحصيد أي: ومنها حصيد مخسوف به قد انمحى أثره، وقال ابن عباس: قائم ينظرون إليه وإلى ما بقي من أثره، وحصيد قد خرب ولم يبق له أثر، شبهه بالزرع إذا حصد.

وما ظلمناهم بالعذاب والإهلاك ولكن ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية فما أغنت عنهم آلهتهم أي: ما نفعتهم وما دفعت عنهم شيئا لما جاء أمر ربك بالهلاك والعذاب وما زادوهم غير تتبيب غير خسار وهلاك، قال ابن الأنباري: إنهم ادعوا أن عبادتها تنفعهم عند الله، فلما جرى الأمر بخلاف ما قدروا وصفها الله تعالى بأنها زادتهم بلاء وهلاكا.

قوله: وكذلك أي: وكما ذكر من إهلاك الأمم وأخذهم بالعذاب أخذ ربك إذا أخذ القرى ومعنى أخذ القرى أخذ أهلها، وهو أن ينقلهم إلى العقوبة والهلاك، وقوله: وهي ظالمة من صفة القرى وهو في الحقيقة لأهلها وسكانها، ونحو هذا قوله: وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة .

أخبرنا الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج، نا محمد بن عبد الله [ ص: 590 ] الحضرمي، نا محمد بن عبد الله بن نمير، نا أبو معاوية، نا يزيد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تبارك وتعالى يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ".

رواه مسلم، عن ابن نمير، ورواه البخاري، عن صدقة بن الفضل كلاهما عن أبي معاوية .