قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم
ما خطبكن ما شأنكن وقصتكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قال جمعهن في السؤال ليعلم عين المراودة. ابن الأنباري:
قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء من زنا، أعلمنه براءة يوسف من الزنا، فقالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه أي: ظهر وتبين ووضح وانكشف، قال الفراء: لما دعا النسوة فبرأنه، قالت: لم يبق إلا أن يقبل علي بالتقرير.
فأقرت.
فذلك قولها: الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين في قوله هي راودتني عن نفسي فقال يوسف ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب يقول: ذلك الذي فعلت من ردي رسول الملك إليه في شأن النسوة ليعلم العزيز أني لم أخنه في زوجته بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين لا يرشد كيد من خان أمانته، يعني: أنه يتضح في العاقبة بحرمان الهداية، ولما قال يوسف: ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب قال له جبريل عليه السلام: ولا حين هممت بها يا يوسف؟ فقال يوسف: وما أبرئ نفسي قال وما أزكي نفسي، خاف على نفسه التزكية، وتزكية النفس مما يذم وينهى عنه. ابن عباس:
إن النفس لأمارة بالسوء بالقبيح وما لا يحب الله، وذلك لكثرة ما تشتهيه وتنازع إليه إلا ما رحم أي: من رحم ربي فعصمه مما تدعوه إليه نفسه من القبيح، وما: يقع بمعنى من، قوله: ما طاب لكم .