الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون  

                                                                                                                                                                                                                                      لقد كان في قصصهم يعني إخوة يوسف عبرة فكرة وبصيرة من الجهل والحيرة لأولي الألباب لذوي [ ص: 639 ] العقول السليمة الذين يستعملون العقل فيعتبرون، وذلك أن من اعتبر وتذكر علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم مع كونه أميا لم يأت بهذه القصة على موافقة ما في التوراة من قبل نفسه، وعلم أيضا أن من قدر على إعزاز يوسف وتمليكه مصر بعد إلقائه في الجب، وكونه في حكم العبيد، قادر على أن يعز محمدا صلى الله عليه وسلم ويعلي كلمته، وينصره على من عاداه، قوله: ما كان حديثا يفترى أي: ما كان هذا القرآن حديثا يتقوله بشر، ولكن كان تصديق الذي بين يديه من الكتب، أي: يصدق ما قبله من التوراة والإنجيل بموافقة الأخبار، وتفصيل كل شيء يحتاج إليه من أمور الدين وهدى بيانا ورحمة لقوم يؤمنون يصدقون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية