الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون
بسم الله الرحمن الرحيم الر قال ، عن أبو الضحى : أنا الله أرى. ابن عباس
وقال عنه: الر، وحم، وق حروف الرحمن مقطعة. عكرمة
تلك هذه، آيات الكتاب يعني القرآن، ثم ذكره، فقال: وقرءان مبين فجمع بين الوصفين لموصوف واحد، قوله: ربما يود الذين كفروا وقرئ بالتخفيف لما فيه من التضعيف، والحروف المضاعفة قد تخفف نحو: إن وأن ولكن، وقد خفف كل واحد من هذه الحروف، قال : العرب تقول: رب رجل جاءني. الزجاج
ويخففون فيقولون: رب رجل.
قال المفسرون: نزلت الآية في تمني الكفار الإسلام عند خروج من يخرج من النار من أهل الإسلام.
وهذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فيما:
أخبرنا أبو إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، أنا [ ص: 39 ] محمد بن جعفر بن مطر ، نا محمود بن محمد الواسطي ، نا ، نا أبو الشعثاء خالد بن نافع ، عن ، عن أبيه ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أبي موسى الأشعري قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار، قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فسمع الله ما قالوا، فأمر الله من كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك الكفار; قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج من النار كما أخرجوا، قال: ثم قرأ رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة; قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين . "
أخبرنا أبو بكر التميمي ، نا أبو الشيخ الحافظ ، نا أبو يحيى الرازي ، نا سهل بن عثمان العسكري ، نا عبيدة ، عن ، عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، قال: ما يزال الله يشفع ويدخل الجنة، ويرحم، حتى يقول: من كان من المسلمين فليدخل الجنة، فذلك حين يقول: ابن عباس ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين .
قوله: ذرهم يأكلوا ويتمتعوا يقول: دع الكفار يأخذوا حظوظهم من دنياهم فتلك خلاقهم.
وهذا كقوله: فذرهم يخوضوا ويلعبوا ، ويلههم الأمل يشغلهم ما يأملون في دنياهم عن الأخذ بحظهم من الإيمان والطاعة، يقال: ألهاه الشيء أي شغله وأنساه.
فسوف يعلمون وعيد وتهديد، أي: فسوف يعلمون إذا وردوا القيامة وبال ما صنعوا.
وما أهلكنا من قرية قال : يريد من أهل القرية. ابن عباس
إلا ولها كتاب معلوم أجل ينتهون إليه، يعني أن لأهل كل قرية أجلا مؤقتا لا يهلكهم حتى يبلغوه، ما تسبق من أمة من زائدة، كقولك: ما جاءني من.
أجلها ما ضرب لها من الوقت، وما يستأخرون لا يتأخرون عنه، وهذا كقوله: لكل أمة أجل .