قوله: والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون
والله جعل لكم مما خلق ظلالا قال : يريد ظلال الغمام. ابن عباس
كما قال: وظللنا عليكم الغمام وقال : يعني ظلال البيوت تقيكم من الشمس. الكلبي
وقال : ظلالا هي الشجر. قتادة
واختاره ، فقال: الزجاج . جعل لكم من الشجر ما يستظل به
وجعل لكم من الجبال أكنانا يعني الغيران والأسراب، واحدها كن، وهو كل شيء وقى شيئا وستره، وجعل لكم سرابيل وهي القمص، واحدها سربال.
قال ، ابن عباس : هي القمص من الكتان، والقطن، والصوف. وقتادة
وقوله: تقيكم الحر ولم يقل البرد، [ ص: 77 ] لأن ما وقى من الحر وقى من البرد، فاكتفى بذكر أحدهما عن الآخر للعلم به، وقوله: وسرابيل تقيكم بأسكم يعني دروع الحديد تقيكم شدة الطعن والضرب والرمي، كذلك مثل ما جعل لكم هذه الأشياء وأنعم بها عليكم، يتم نعمته عليكم يريد نعمة الدنيا; لأن الخطاب لأهل مكة ، يدل على هذا قوله: لعلكم تسلمون قال : لعلكم يا ابن عباس أهل مكة تعلمون أنه لا يقدر على هذا غيره فتوحدوه وتصدقوا رسوله صلى الله عليه وسلم.