قوله: من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا
من كان يريد العاجلة يعني الدنيا عجلت فكانت قبل الآخرة، عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد أي: القدر الذي نشاء نعجل له في الدنيا، لا الذي يشاء هو، لمن نريد أن نعجل له شيئا قدرناه، وهذا ذم لمن ، ومنفعتها، وعروضها، وبيان أن من أرادها لا يدرك منها إلا ما قدر له إن قدر، أراد بعمله وطاعته وإسلامه الدنيا ثم جعلنا له جهنم يصلاها ثم يدخل النار في الآخرة; لأنه لم يرد الله تعالى بعمله، مذموما مدحورا مباعدا من رحمة الله.
ومن أراد الآخرة يعني الجنة، وسعى لها سعيها عمل بفرائض الله، وهو مؤمن فإن الله لا يقبل حسنة إلا من مصدق، فأولئك كان سعيهم مشكورا يضعف لهم الحسنات، ويمحو عنهم السيئات، ويرفع لهم الدرجات.
كلا نمد قال : كلا نعطي من الدنيا: البر والفاجر. الحسن
وقال : أعلم [ ص: 102 ] الله أنه يعطي المسلم والكافر، وأنه يرزقهما جميعا. الزجاج
ثم فصل الفريقين فقال: هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ممنوعا، يقال: حظره يحظره حظرا، وكل من حال بينك وبين شيء فقد حظره عليك.
انظر يا محمد ، كيف فضلنا بعضهم على بعض يعني في الرزق، فمن مقل ومن مكثر، وموسع عليه، ومقتر عليه هذا في الدنيا، وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا من الدنيا، قال : إذا دخلوا الجنان اقتسموا المنازل والدرجات على قدر أعمالهم. ابن عباس
وقال : للمؤمنين في الجنة منازل ولهم فضائل بأعمالهم. قتادة
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الرمجاري ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد ، نا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ، نا ، نا يزيد بن هارون شريك ، عن ، عن محمد بن جحادة ، عن عطاء ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة " الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمس مائة عام "