ثم حض على ، فقال: صلة القرابة وبر الأقارب وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا
وآت ذا القربى حقه قال : هو أن تؤتيهم وإن كان يسيرا. الحسن
ولا تبذر تبذيرا قال : التبذير النفقة في غير حق. ابن مسعود
قال : كنت أطوف مع عثمان بن الأسود حول مجاهد الكعبة ، فرفع رأسه إلى أبي قبيس ، فقال: لو [ ص: 105 ] أن رجلا أنفق مثل هذا في طاعة الله، لم يكن من المسرفين، ولو أنفق درهما واحدا في معصية الله كان من المسرفين.
إن المبذرين المنفقين في غير طاعة الله، كانوا إخوان الشياطين لأنهم يوافقونهم فيما يدعونهم إليه، وهو كل من أجاب الشيطان إلى ما سول له، فهو من إخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفورا قال : جاحدا لأنعمه. ابن عباس
وهذا يتضمن أن المنفق في السرف كفور لربه فيما أنعم عليه.
قوله: وإما تعرضن عنهم عن هؤلاء الذين أوصيناك بهم من ذوي القربى والمساكين وابن السبيل، ابتغاء رحمة من ربك انتظار رزق يأتيك من الله، والمعنى أن تعرض عن السائل إضافة وإعسارا، فقل لهم قولا ميسورا أي: عدهم عدة حسنة، قاله ، الفراء ، ومجاهد . والكلبي
وقال ابن زيد : قولا جميلا، رزقك الله بارك الله فيك.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سئل، وليس عنده ما يعطي، أمسك، انتظار الرزق يأتي الله به، ويكره الرد، فلما نزلت هذه الآية، كان إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطي قال: "يرزقنا الله وإياكم من فضله" .
ومعنى الميسور اللين والسهل.