قوله: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك الآية، روى أبو حفص ، عن ، قال: عبد الله بن مسعود جاء غلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أمي تسألك كذا.
فقال: "ما عندنا اليوم شيء" .
قال: فيقول لك اكسني قميصا.
قال: فخلع قميصه ودفعه إليه وجلس في البيت".
فأنزل الله هذه الآية.
والمعنى: لا تبسط الخير، لا تمسك يدك عن البذل كل الإمساك حتى كأنها مقبوضة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط قال : أي في النفقة والعطية، كأنه نهي عن بذل جميع ما عنده حتى لا يبقى له شيء. ابن عباس
وقال : مجاهد
[ ص: 106 ] يعني التبذير والإنفاق فيما لا يصلح.
وقوله: فتقعد ملوما قال : تلوم نفسك وتلام محسورا. السدي
قال : ليس عندك شيء. ابن عباس
يقال: حسرت الرجل بالمسألة أحسره إذا أفنيت جميع ما عنده.
إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يوسع على من يشاء، ويضيق على من يشاء، إنه كان بعباده خبيرا بصيرا حيث أجرى رزقهم على ما علم فيه صلاحهم.
قوله ولا تقتلوا أولادكم مفسر في سورة الأنعام إلى قوله: إن قتلهم كان خطئا كبيرا أي: إثما كبيرا، يقال: خطئ يخطأ خطأ، أي أثم، وقرأ ابن عامر خطأ بالفتح، وهو اسم من أخطأ، وقد جاء أخطأ بمعنى خطئ، أي أثم، وإذا كان كذلك كان خطئا بمعنى خطأ، وقرأ ابن كثير خطاء بكسر الخاء ممدودا، وهو بعيد لا وجه له.
قوله ولا تقربوا الزنا الآية،.
سمعت الأستاذ أبا عثمان الحيري ، سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ، سمعت أبا عمرو عثمان بن الخطاب، المعروف بأبي الدنيا ، سمعت ، يقول: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: علي بن أبي طالب ، فأما في الدنيا فيذهب بنور الوجه، ويقطع الرزق، ويسرع الفناء، وأما اللواتي في الآخرة: فغضب الرب، وسوء الحساب، والدخول في النار" في الزنا ست خصال; ثلاث في الدنيا، وثلاث في الآخرة .
قوله: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق قال المفسرون: حقها الذي تقتل به كفر بعد إسلام، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس مؤمنة بتعمد.
ومن قتل مظلوما يعني بغير إحدى هذه الخصال، فقد جعلنا لوليه يعني لوارثه الذي له المطالبة بدمه، سلطانا قال : سلطانه حجته التي جعلت له أن يقتل قاتله. مجاهد
وقال : هو أنه [ ص: 107 ] إن شاء قتل، وإن شاء عفا، وإن شاء أخذ الدية. الضحاك
فلا يسرف الولي، في القتل قال : هو أن يقتل غير القاتل. ابن عباس
وقال : هو أن يقتل بالواحد الاثنين والثلاثة. مجاهد
والمعنى: فلا يسرف الولي في القتل، أي لا يتجاوز ما حد له إنه الولي، كان منصورا بقتل قاتل وليه والاقتصاص منه، وقرأ فلا تسرف بالتاء على مخاطبة الولي. حمزة