فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت بهم سفينة، فكلموهم أن يحملوهم، فحملوهما بغير أجرة، فذلك قوله: فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا
فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها أي: شقها، قيل: إنه موسى بثوبه ، وقال منكرا عليه: قلع لوحين مما يلي الماء، فحشاها أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا منكرا عظيما، ويقال: أمر الأمر إذا كبر إمرا، والإمر: الاسم منه.
فقال له الخضر : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال موسى : لا تؤاخذني بما نسيت أي: عقلت عن التسليم لك، وترك الإنكار عليك، ونسيت ذلك.
وقال : يقول: بما تركت من وصيتك، وعلى هذا القول النسيان بمعنى الترك لا بمعنى الغفلة. الكلبي
ولا ترهقني من أمري عسرا لا تكلفني مشقة، قال : أرهقته عسرا إذا كلفته ذلك. أبو زيد
والمعنى: عاملني باليسر لا بالعسر، ولا تضيق علي الأمر في صحبتي إياك.