فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله روي في حديث ، أنهما خرجا، حتى لقيا غلاما يلعب مع [ ص: 159 ] الصبيان، فقال به هكذا، كأنه اجتذب رأسه، فقلعه، وأشار أبي بن كعب حين روى هذا الحديث بأصابعه الثلاثة: السبابة، والوسطى، والإبهام وفتحها. عبد الرزاق
وروى ، عن سعيد بن جبير ، أن ذلك ابن عباس . الغلام كان من أحسن أولئك الغلمان وأصحهم
قال موسى حين رأى ذلك: أقتلت نفسا زكية قال ، ابن عباس : لم يبلغ الحلم. ومجاهد
ومعنى الزكية الطاهرة من الذنوب، وذلك لأنه كان صغيرا لم يبلغ حد التكليف، وقرئ زاكية وهي البريئة من الذنوب، قال : الزاكية والزكية مثل القاسية والقسية. الفراء
وقوله: بغير نفس يعني: بغير قتل نفس، يعني القود، لقد جئت شيئا نكرا فظيعا منكرا، لا يعرف في شرع.
فقال الخضر : ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا .
قال موسى : إن سألتك عن شيء يعني: سؤال توبيخ وإنكار، بعدها بعد النفس المقتولة، فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا قال : يريد أنك قد أعذرت فيما بيني وبينك، وقد أخبرتني أني لا أستطيع معك صبرا، وهذا إقرار من ابن عباس موسى بأن الخضر قد قدم إليه ما يوجب العذر عنده فلا يلزمه ما أنكره.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية، فقال: "لقد استحى نبي الله موسى عندها، ولو صبر، لرأى ألفا من العجائب" .
وقراءة العامة بتشديد النون من لدن والأصل لدن، ثم يزاد مع الياء، نحو مني، وعني، ثم يدغم النون الساكنة في التي تزاد مع الضمير فيصير لدني مشددا، ومن خفف فإنه لم يلحق النون التي تلحق علامة الضمير في نحو ضربني، وقد جمع الشاعر بين اللغتين في قوله:
قدني من نثر الخبيبين قدني