ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم
قوله: ذلك عيسى ابن مريم قال : ذلك الذي قال: الزجاج إني عبد الله عيسى ابن مريم ، لا ما يقوله النصارى من أنه ابن الله، وأنه إله .
قول الحق أي: القول الحق، فأضيف القول إلى الحق، كما قيل حق اليقين، ووعد الصدق، والمعنى: هذا الكلام قول الحق، يعني: ما ذكر من صنعته وأنه ابن مريم قول الحق، من نصب قول الحق فهو نصب على المصدر، أي: قال قول الحق.
الذي فيه تمترون الذي من نقب عيسى، ويمترون يشكون ويختلفون، فيقول قائل: هو ابن الله.
ويقول آخر: هو الله.
ثم نفى عن نفسه اتخاذ الولد، فقال: ما كان لله أن يتخذ من ولد قال : ما كان ينبغي لله أن يتخذ من ولد. ابن الأنباري
أي: ما يصلح له ولا يستقيم، فنابت اللام عن الفعل، وذلك أن الولد مجانس للوالد، وكذلك من اتخذ ولدا بما يتخذه من جنسه، والله تعالى ليس كمثله شيء فلا يكون له ولد، ولا يتخذ ولدا، قال : من في قوله: من ولد مؤكدة تدل على نفس الواحد والجماعة، فلا يجوز أن يتخذ ولدا واحدا، ولا أكثر. الزجاج
ثم نزه نفسه عن مقالتهم بقوله: سبحانه ثم بين السبب في كون عيسى من غير أب، فقال: إذا قضى أمرا إذا أراد أن يحدث شيئا فإنما يقول له كن فيكون لا يتعذر عليه إيجاده على الوجه الذي أراده.
وإن الله ربي وربكم هذا إخبار عن عيسى أنه قال ذلك المعنى: ولأن الله ربي وربكم، ويجوز أن يرجع إلى قوله: وأوصاني بالصلاة والزكاة [ ص: 184 ] وبأن الله ربي وربكم، ومن كسر جعله معطوفا على قوله: إني عبد الله ، ويجوز أن يكون استئنافا من غير عطف، وقوله: هذا صراط مستقيم أي: الذي أخبرتكم أن الله أمرني به هو الطريق المستقيم الذي يؤدي إلى الجنة.
قوله: فاختلف الأحزاب من بينهم يعني بينهم، ومن زائد.
قال المفسرون: كانوا أحزابا متفرقين بينهم في أمر عيسى ، فقال بعضهم: هو الله.
وقال بعضهم: ابن الله.
وقال بعضهم: بالثلاثة.
فويل فشدة عذاب، للذين كفروا بالله، بقولهم في المسيح من مشهد يوم عظيم من حضورهم ذلك اليوم للجزاء والحساب.