يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما
يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن أي: لا تنفع الشفاعة أحد من الناس إلا من أذن الله أن يشفع له، فذلك الذي ينفعه الشفاعة، ورضي له قولا قال يعني قال: لا إله إلا الله، وهذا يدل على أنه لا يشفع لغير المؤمن. ابن عباس:
يعلم ما بين أيديهم الكناية راجعة إلى الذين كفروا في قوله: يتبعون الداعي قال يريد ما قدموا وما خلفوا. ابن عباس:
وقال ما بين أيديهم من أمر الآخرة. الكلبي:
وما خلفهم من أمر الدنيا، ولا يحيطون به علما الكناية تعود إلى ما في قوله: ما بين أيديهم وما خلفهم أي: هو يعلم ذلك وهم لا يعلمونه، ويجوز أن تعود الكناية إلى الله؛ لأن عباده لا يحيطون به علما.
قوله: وعنت الوجوه للحي القيوم قال في رواية الوالبي: ذلت. ابن عباس
وهو قول قتادة، وقال في رواية خضعت. عطاء:
وقال هو السجود على الجبهة. طلق بن حبيب:
قال معنى عنت في اللغة: خضعت، وسمي الأسير عانيا لخضوعه في يد من أسره، يقال: عنا يعنو عنوا إذا خضع. الزجاج:
وقد خاب من حمل ظلما قال خسر من أشرك بالله. ابن عباس:
ومن يعمل من الصالحات من للجنس، والمعنى: من يعمل الصالحات، وهو مؤمن؛ لأن غير المؤمن لا يقبل عمله، ولا يكون صالحا، فلا يخاف ظلما أي: فهو لا يخاف، وقرأ ابن كثير: فلا يخف على [ ص: 223 ] النهي، فهو حسن؛ لأن المعنى: ومن يعمل من الصالحات، وهو مؤمن فليأمن؛ لأنه لم يفرط فيما وجب عليه، ونهيه عن الخوف أمر بالأمن، وقوله: ظلما ولا هضما الهضم: النقص، يقال: يهضمني فلان حقي، أي ينقصني.
قال عن الوالبي، لا يخاف أن يظلم فيزاد عليه في سيئاته، ولا أن يهضم من حسناته. ابن عباس:
وقال لا يؤخذ بذنب لم يعمله، ولا تبطل حسنة عملها. الضحاك: