قوله: ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا
ويسألونك عن الجبال قال ابن عباس: سأل رجل من ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ فأنزل الله هذه الآية.
وقوله: ينسفها ربي نسفا قال المفسرون: يصيرها الله رمالا تسيل، ثم يصيرها كالصوف المنفوش يطيرها الرياح.
فيذرها أي: يدع أماكنها من الأرض إذا نسفها، قاعا قال القاع ما انبسط من الأرض، ويكون فيه السراب نصف النهار، وجمعه قيعة، ومنه قوله: الفراء: كسراب بقيعة .
صفصفا والصفصف الأملس الذي لا نبات فيه، ونحو هذا قال المفسرون.
لا ترى فيها عوجا ولا أمتا قال عن عكرمة، ليس [ ص: 222 ] فيه منخفض ولا مرتفع. ابن عباس:
وقال انخفاضا وارتفاعا. مجاهد:
وقال قتادة: لا ترى فيها صدعا ولا أكمة.
وقال العوج ما انخفض من الأرض، والأمت ما نشز من الروابي. الحسن:
وتقول العرب: ملأ سقاءه حتى ليس فيه أمت، إذا لم ينثن لتمام الامتلاء.
قوله: يومئذ يتبعون الداعي قال يعني صوت الداعي للحشر. الفراء:
قال المفسرون: يتبعون صوت داعي الله الذي يدعوهم إلى موقف القيامة.
لا عوج له لا عوج لهم عن الداعي، فلا يقدرون إلا أن يتبعوه، قال كلهم تبع الصوت لا يتعوج عنه، ابن عباس: وخشعت الأصوات للرحمن سكتت وذلت وخضعت، فلا تسمع إلا همسا قال أكثر المفسرين: يعني صوت نقل الأقدام إلى المحشر، والهمس الصوت الخفي كصوت أخفاف الإبل في المشي، وروى عن سعيد بن جبير، قال: يعني تحريك الشفاه بغير منطق. ابن عباس،
وهو قول الكلام الخفي. مجاهد:
والمعنى على هذا التفسير: سكتت الأصوات، فلا يجهر أحد بكلام إلا كالسر من الإشارة بالشفة، وتحريك الفم من غير صوت.