الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين  فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين  

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا قال ابن عباس: وحيد بلا ولد.

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا كقوله: فهب لي من لدنك وليا يرثني .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأنت خير الوارثين ثناء على الله بأنه الباقي بعد فناء خلقه، وأنه أفضل من يبقى حيا بعد ميت، وأن الخلق كلهم يموتون، ويبقى هو، وقوله: وأصلحنا له زوجه قال قتادة: كانت عاقرا فجعلها الله ولودا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الكلبي: كانت عقيما فأصلحت له بالولد، فولدت وهي بنت تسع وتسعين سنة.

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا قول أكثرهم: إن إصلاح زوجه إزالة عقرها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنهم يعني: زكريا وامرأته ويحيى، وبعض المفسرين يذهب إلى أن الكفاية تعود إلى الأنبياء الذين ذكرهم الله في هذه السورة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى يسارعون في الخيرات يبادرون في طاعة الله وأداء فرائضه، ويدعوننا رغبا ورهبا أي: للرغبة والرهبة، رغبة في الجنة، وخوفا من النار، وكانوا لنا خاشعين قال قتادة: ذللا لأمر الله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية