قوله: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون
إن هذه أمتكم قال يريد دينكم. ابن عباس:
وهو قول الحسن، والجميع، قال ومجاهد، والأمة الدين. ابن قتيبة:
ومنه قوله: إنا وجدنا آباءنا على أمة أي على دين، والأصل أنه يقال للقوم يجتمعون على دين واحد، أمة، فتقام مقام الدين، وقوله: أمة واحدة قال دينا واحدا. ابن عباس:
والمعنى أن هذه الشريعة التي نبينها لكم في كتابكم دينا واحدا، إبطالا لما سواها من الأديان، وهي نصب على الحال، وأنا ربكم فاعبدون أي: لا دين سوى ديني، ولا رب غيري.
ثم ذكر اليهود والنصارى وذمهم بالاختلاف، فقال: وتقطعوا أمرهم بينهم أي: اختلفوا في الدين فصاروا فيه فرقا وأحزابا، يعني: طوائف اليهود والنصارى.
قال فرقوا دينهم فيما بينهم، يلعن بعضهم بعضا، وتبرأ بعضهم من بعض. الكلبي:
والتقطع في هذه الآية بمنزلة التقطيع، ثم أخبر أن مرجع جميع أهل الأديان إليه، وأنه مجاز جميعهم، فقال: كل إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات أي: شيئا منها من أداء الفرائض، وصلة الرحم، ونصرة المظلوم، وغيرها من أعمال البر، وهو مؤمن مصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به، فلا كفران لسعيه لا جحود لعمله، يعني أنه يقبل ويشكر بالثواب عليه، وإنا له كاتبون نأمر الحفظة أن يكتبوا لذلك العامل ما عمل ليجازى به.