إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون
وقوله: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات الآية، نزلت في علماء اليهود، وأراد بـالبينات: الرجم والحدود والأحكام، وبالهدى: أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونعته، من بعد ما بيناه للناس لبني إسرائيل، في الكتاب في التوراة، أولئك يعني: الذين يكتمون، يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون قال كل شيء إلا الجن والإنس. ابن عباس:
وقال هم الملائكة والمؤمنون. قتادة:
وقال الجن والإنس. عطاء:
وقال ابن مسعود: الذين كتموا أمر ما تلاعن اثنان من المسلمين إلا رجعت تلك اللعنة على اليهود والنصارى محمد صلى الله عليه وسلم وصفته.
قوله: إلا الذين تابوا أي: من الكتمان.
وأصلحوا السريرة بإظهار أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وبينوا نعته، فأولئك أتوب أعود عليهم بالرحمة.
وقوله: إن الذين كفروا وماتوا إلى قوله: والناس أجمعين قال قتادة، والربيع: أراد بالناس أجمعين: المؤمنين.
وقال لا يتلاعن اثنان مؤمنان ولا كافران فيقول أحدهما: لعن الله الظالم. السدي:
إلا رجعت تلك اللعنة على الكافر ؛ لأنه ظالم، فكل واحد من الخلق يلعنه.
[ ص: 245 ] خالدين فيها باقين في تلك اللعنة دائمين، لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون قال لا يمهلون للرجعة ولا للتوبة ولا للمعذرة. ابن عباس: