الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين  إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين  فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون  فكذبوهما فكانوا من المهلكين  ولقد [ ص: 291 ] آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون  

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا يعني: الدلائل التي كانت لهما، وسلطان مبين وحجة بينة، يعني اليد والعصا.

                                                                                                                                                                                                                                      إلى فرعون وملئه فاستكبروا قال ابن عباس: عن عبادة الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مقاتل: تكبروا عن الإيمان بالله.

                                                                                                                                                                                                                                      وكانوا قوما عالين قاهرين للناس بالبغي والتطاول عليهم، وهو معنى قول ابن عباس: علوا على بني إسرائيل علوا كبيرا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مقاتل: يعني متكبرين عن توحيد الله.

                                                                                                                                                                                                                                      يدل عليه قوله تعالى: فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا أنصدق إنسانين من لحم ودم ليس لهما علينا فضل؟ وقومهما يعني: بني إسرائيل، لنا عابدون قال ابن عباس: مطيعون.

                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو عبيدة: العرب تسمي كل من دان لملك عابد له.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال المبرد: العابد المطيع الخاضع.

                                                                                                                                                                                                                                      فكذبوهما يعني: موسى وهارون، فكانوا من المهلكين بتكذيبهما.

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد آتينا موسى الكتاب التوراة جملة واحدة، لعلهم يهتدون لكي يهتدوا به من الضلالة، قال مقاتل: يعني بني إسرائيل؛ لأن التوراة أنزلت بعد هلاك فرعون وقومه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية