قوله: وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قال يعني الذين حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام، وإذا قيل لهم: اعملوا بما أنزل الله في القرآن. الكلبي:
وقال عن الضحاك، نزلت في كفار قريش. ابن عباس:
قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا وجدناهم عليه من الدين، فقال الله تعالى: أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون يتبعونهم؟! وهذا جواب "لو"، وهو محذوف، و "الواو" في (أولو ) واو العطف، دخلت عليها ألف الاستفهام التي هي للتوبيخ.
وقال لا يعقلون عظمة الله ولا يهتدون إلى دينه. عطاء:
وقوله: لا يعقلون شيئا عام ومعناه الخصوص، أي: لا يعقلون شيئا من أمر الدين.
ثم ضرب الله مثلا للكفار، فقال: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق الآية، النعيق: صوت الراعي بالغنم، يقال: نعق [ ص: 255 ] ينعق نعقا ونعيقا ونعقانا ونعاقا، إذا صاح بالغنم زجرا.
قال الأخطل:
انعق بضأنك يا جرير فإنما منتك نفسك في الخلاء ضلالا
قال الأخفش، والزجاج، تقدير الآية: ومثلك يا وابن قتيبة: محمد ومثل الذين كفروا في وعظهم ودعائهم إلى الله كمثل الراعي الذي يصيح بالغنم ويكلمها يقول: كلي واشربي وارعي.وهي لا تفهم شيئا مما يقول لها، كذلك هؤلاء الكفار كالبهائم لا يعقلون عنك ولا عن الله شيئا.
وعلى هذا حذف أحد المثلين اكتفاء بالثاني.
وقال في رواية ابن عباس، الكلبي: غير أنها تسمع الصوت ولا تفقه، وعلى هذا شبه الكفار بالرعاة الذين يكلمون ما ومثل الكفار في قلة فهمهم وعقلهم كمثل الرعاة يكلمون البهم، والبهم لا تعقل عنهم شيئا، لا يسمع إلا دعاء ونداء ، وهي البهائم.
وهذا قول قال: هذا مثل ضربه الله للكافر، يسمع ما يقال له ولا يعقل، فمثله كمثل البهيمة، تسمع النعيق ولا تفهم، ولا تعقل. مجاهد،
ثم وصفهم فقال: صم قال صم عن الحق، فلا يسمعونه، بكم عن الحق، فلا ينطقون به، عمي عن الحق فلا يبصرون. قتادة: