قوله: وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا
وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا وما يتخذونك إلا مهزوءا به، ثم ذكر ما يقولون من الاستهزاء، فقال: أهذا الذي بعث الله رسولا أي: إذا رأوك قالوا: أهذا الذي بعثه الله إلينا رسولا؟ إن كاد ليضلنا عن آلهتنا قال لقد كاد أن يصرفنا عن عبادة آلهتنا. ابن عباس:
لولا أن صبرنا عليها أي: على عبادتها، قال الله: وسوف يعلمون حين يرون العذاب في الآخرة عيانا، من أضل سبيلا من أخطأ طريقا عن الهدى، أهم أم المؤمنون؟ ثم عجب نبيه صلى الله عليه وسلم من نهاية جهلهم حين عبدوا ما دعاهم إليه الهوى، فقال: أرأيت من اتخذ إلهه هواه قال عن عطاء، أرأيت من ترك عبادة إلهه وخالفه، ثم هوى حجرا فعبده، ما حاله عندي؟ قال ابن عباس: وذلك أن مقاتل: الحارث بن قيس السهمي هوي حجرا فعبده.
وقال كان أهل الجاهلية ليعبدون الحجر، فإذا رأوا أحسن منه أخذوه وتركوا الأول. سعيد بن جبير:
وقال يقول: لا يهوى شيئا إلا اتبعه. الحسن:
وقال يقول: يتبع هواه ويدع الحق فهو كالإله له. ابن قتيبة:
والمعنى أنه أطاع هواه وركبه فلم يبال عاقبة ذلك، وقوله: أفأنت تكون عليه وكيلا أي: أفأنت عليه كفيل حافظ يحفظه عليه من اتباع هواه وعبادة ما يهوى من دون الله، أي: لست كذلك، قال الكلبي: نسختها آية القتال.
أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا .