الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا  إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا  أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا  أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا  

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا وما يتخذونك إلا مهزوءا به، ثم ذكر ما يقولون من الاستهزاء، فقال: أهذا الذي بعث الله رسولا أي: إذا رأوك قالوا: أهذا الذي بعثه الله إلينا رسولا؟ إن كاد ليضلنا عن آلهتنا قال ابن عباس: لقد كاد أن يصرفنا عن عبادة آلهتنا.

                                                                                                                                                                                                                                      لولا أن صبرنا عليها أي: على عبادتها، قال الله: وسوف يعلمون حين يرون العذاب في الآخرة عيانا، من أضل سبيلا من أخطأ طريقا عن الهدى، أهم أم المؤمنون؟ ثم عجب نبيه صلى الله عليه وسلم من نهاية جهلهم حين عبدوا ما دعاهم إليه الهوى، فقال: أرأيت من اتخذ إلهه هواه قال عطاء، عن ابن عباس: أرأيت من ترك عبادة إلهه وخالفه، ثم هوى حجرا فعبده، ما حاله عندي؟ قال مقاتل: وذلك أن الحارث بن قيس السهمي هوي حجرا فعبده.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال سعيد بن جبير: كان أهل الجاهلية ليعبدون الحجر، فإذا رأوا أحسن منه أخذوه وتركوا الأول.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الحسن: يقول: لا يهوى شيئا إلا اتبعه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن قتيبة: يقول: يتبع هواه ويدع الحق فهو كالإله له.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى أنه أطاع هواه وركبه فلم يبال عاقبة ذلك، وقوله: أفأنت تكون عليه وكيلا أي: أفأنت عليه كفيل حافظ يحفظه عليه من اتباع هواه وعبادة ما يهوى من دون الله، أي: لست كذلك، قال الكلبي: نسختها آية القتال.

                                                                                                                                                                                                                                      أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية