قوله: ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا وتوكل على [ ص: 344 ] الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا
ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم أن عبدوه، ولا يضرهم إن لم يعبدوه، وكان الكافر على ربه ظهيرا الظهير: العون المعين، قال عونا للشيطان على ربه بالمعاصي. الحسن:
وقال الزجاج: لأنه يتابع الشيطان ويعاونه على معصية الله؛ لأن عبادتهم الأصنام معاونة للشيطان.
قال المفسرون: عنى بالكافر أبا جهل.
وما أرسلناك إلا مبشرا بالجنة، ونذيرا من النار.
قل ما أسألكم عليه على القرآن وتبليغ الوحي، من أجر وفي هذه تأكيد لصدقه؛ لأنه لو طلب على دعائهم إلى الله شيئا من أموالهم لقالوا: إنما تطلب أموالنا.
وقوله: إلا من شاء معناه لكن من شاء، أن يتخذ إلى ربه سبيلا بإنفاق ما له فعل ذلك، والمعنى: لا أسألكم لنفسي أجرا، ولكن لا أمنع من إنفاق المال في طلب مرضاة الله واتخاذ السبيل إلى مرضاة الله.
قوله: وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا تفسير هذه الآية ظاهر.
وقوله: الذي خلق السماوات مفسر في سورة الأعراف إلى قوله: فاسأل به خبيرا قال يقول: فاسأل الخبير بذلك. الكلبي:
يعني بها: ذكر من خلق السماوات والأرض والاستواء على العرش، وهذا الخطاب ظاهره للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد به غيره، كقوله: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك الآية.
قوله: وإذا قيل لهم لكفار مكة، اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن قال المفسرون: إنهم قالوا ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، يعنون مسيلمة.
قال الرحمن اسم من أسماء الله مذكور في الكتب الأولى، ولكنهم لم يكونوا يعرفونه من أسماء الله، فلما سمعوه أنكروه. الزجاج:
فـ قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا استفهام إنكاري، أي: لا نسجد للرحمن الذي تأمرنا بالسجود له.
ومن قرأ بالياء بالمعنى: أنسجد لما يأمرنا، محمد بالسجود له.
وزادهم نفورا قال زادهم ذكر الرحمن تباعدا من الإيمان. مقاتل: