قوله: تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا
تبارك الذي جعل في السماء بروجا قال عن عطاء، يريد بروج النجوم، يعني منازلها الاثني عشر. ابن عباس:
وقال الحسن، هي النجوم الكبار. ومجاهد:
وهو قول سميت بروجا لظهورها. قتادة،
وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا يعني الشمس، كقوله: وجعل الشمس سراجا وقرأ سرجا قال الزجاج: أراد بالشمس [ ص: 345 ] والكواكب معها، ومن حجة هذه القراءة قوله: حمزة ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح .
وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة قال الخلفة كل شيء بعد شيء، الليل خلفة للنهار، والنهار خلفة لليل؛ لأن أحدهما يخلف الآخر ويأتي بعده. أبو عبيدة:
قال يقول: يذهب هذا ويجيء هذا. الفراء:
وقال ابن زيد: يخلف أحدهما صاحبه، إذا ذهب أحدهما جاء الآخر، فهما يتعاقبان.
وقال إن المؤمن قد ينسى بالليل ويتذكر بالنهار، وينسى بالنهار ويتذكر بالليل. قتادة:
وقال جعل أحدهما خلفا للآخر، فإن فات رجلا من النهار شيء أدركه بالليل، وإن فاته شيء بالليل أدركه بالنهار. الحسن:
وهو قوله: لمن أراد أن يذكر وقرأ حمزة مخففا على معنى أنه يذكر الله بتسبيحه فيهما، قال ويذكر ويتذكر يأتيان بمعنى واحد، قال الله تعالى: الفراء: واذكروا ما فيه وفي حرف عبد الله وتذكروا ما فيه.
وفي جعل الله تعالى الليل والنهار متعاقبين يخلف أحدهما صاحبه اعتبار واستدلال على قدرته، ومتسع لذكره وطاعته أيضا.
وقوله: أو أراد شكورا يقال: شكر يشكر شكورا وشكرا، ومنه قوله: لا نريد منكم جزاء ولا شكورا قال يريد لمن أراد أن يتعظ ويطيعني. ابن عباس:
وقال شكر نعمة ربه عليه فيهما. مجاهد: