الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين  قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون   [ ص: 384 ] وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون  وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون  وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين  

                                                                                                                                                                                                                                      ويقولون متى هذا الوعد الذي تعدنا يا محمد من العذاب، إن كنتم صادقين بأنه يكون.

                                                                                                                                                                                                                                      قل عسى أن يكون ردف لكم يقال: ردفت الرجل وأردفته إذا ركبت خلفه، قال ابن عباس: ردف لكم قرب لكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال السدي: أقرب لكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال قتادة: أزف لكم.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للذين يستعجلون العذاب قدرنا، لكم بعض الذي تستعجلون من العذاب، فكان بعض الذي نالهم ببدر وسائر العذاب لهم فيما بعد الموت.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم ذكر فضله في تأخير العذاب، فقال: وإن ربك لذو فضل على الناس قال مقاتل: على أهل مكة حين لا يعجل عليهم بالعذاب، ولكن أكثرهم لا يشكرون ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم تخفي وتستر صدورهم، وما يعلنون بألسنتهم من عداوتك والخلاف عليك، أي: إنه يعلم ذلك فيجازيهم به.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وما من غائبة أي: جملة غائبة، في السماء والأرض قال المفسرون: ما من شيء غائب وأمر يغيب عن الخلق، في السماء والأرض إلا في كتاب مبين إلا هو بين اللوح المحفوظ، قال مقاتل: يريد علم ما تستعجلون من العذاب، هو مبين عند الله، ولئن غاب عن الخلق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية