ثم خوفهم بمثل عذاب الأمم الخالية، فقال: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون
وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها قال : البطر الطغيان عند النعمة، والمعنى: بطرت في معيشتها. الزجاج
قال : عاشوا في البطر فأكلوا رزق الله وعبدوا الأصنام. عطاء
وقوله: فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا قال : لم يسكنها إلا المسافرون، ومارو الطرق يوما أو ساعة، والمعنى: لم تسكن من بعدهم إلا سكونا قليلا، ابن عباس وكنا نحن الوارثين يعني: لم يخلفهم أحد بعد هلاكهم في منازلهم، فبقيت خرابا غير مسكونة، كقوله: إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وقد مر.
قوله: وما كان ربك مهلك القرى يعني القرى الكافر أهلها، حتى يبعث في أمها في أعظمها، رسولا ينذرهم، وخص الأعظم ببعثه الرسول فيها لأن الرسول إنما يبعث إلى الأشراف، وأشراف القوم وملوكهم يسكنون المدائن والمواضع التي هي أم ما حولها، وقوله: يتلو عليهم آياتنا قال : يخبرهم الرسول أن العذاب نازل بهم إن لم يؤمنوا. مقاتل
وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون قال : يريد بظلمهم أهلكتهم، وظلمهم شركهم. عطاء