جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب
ثم أخبر عنهم ، فقال : جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب فأخبر الله تعالى بهزيمتهم ببدر مثل قوله : سيهزم الجمع ببدر والأحزاب بني المغيرة ، وبني أمية ، وآل أبي طلحة.
كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد كان يأخذ الرجل فيمده بين أربعة أوتاد ، ووجهه إلى السماء ، وكان يوثق كل رجل إلى سارية مستلقيا بين السماء والأرض ، فيتركه حتى يموت.
وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة يعني غيضة الشجر ، وهو المقل ، وهي قرية شعيب يعزي النبي صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيب كفار مكة ، كما كذبت الرسل قبله فصبروا ، ثم قال : أولئك الأحزاب يعني الأمم الخالية.
إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب يقول : فوجب عقابي عليهم فاحذروا يا أهل مكة مثله فلا تكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، فكذبوه بالعذاب في الدنيا والآخرة ، فقالوا : متى هذا العذاب ؟ .
فأنزل الله عز وجل : وما ينظر هؤلاء يعني كفار مكة يقول : ما ينظرون بالعذاب إلا صيحة واحدة يعني النفخة الأولى ليس لها مثنوية ، نظيرها في يس : صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ما لها من فواق يقول : ما لها من مرد ولا رجعة.
وقالوا ربنا عجل لنا قطنا وذلك أن الله عز وجل ذكر في الحاقة أن الناس يعطون [ ص: 115 ] كتبهم بأيمانهم وشمائلهم ، فقال أبو جهل : عجل لنا قطنا ، يعني كتابنا الذي تزعم أنا نعطى في الآخرة فعجله لنا قبل يوم الحساب يقول ذلك تكذيبا به.
فأنزل الله عز وجل : اصبر على ما يقولون يعني أبا جهل يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم واذكر عبدنا داوود ابن أشى ، ويقال : ميشا ، بن عويد بن فارض بن يهوذا بن يعقوب ، عليه السلام ذا الأيد يعني القوة في العبادة إنه أواب يعني مطيع.
إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق وكان داود ، عليه السلام ، إذا ذكر الله ذكرت الجبال معه ففقه تسبيح الجبال.
والطير محشورة يعني مجموعة ، وسخرنا الطير محشورة كل له أواب يقول : كل الطير لداود مطيع وشددنا ملكه قال : كان يحرسه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألفا من بني إسرائيل ، ثم قال : وآتيناه الحكمة يعني وأعطيناه الفهم والعلم وفصل الخطاب يقول : وأعطيناه فصل القضاء : البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر.