إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون
أنا أنزلنا عليك الكتاب يعني القرآن للناس بالحق فمن اهتدى بالقرآن فلنفسه ومن ضل عن الإيمان بالقرآن فإنما يضل عليها يقول : فضلالته على نفسه ، يعني إثم ضلالته على نفسه وما أنت يا محمد عليهم بوكيل [ ص: 135 ] يعني بمسيطر ، نسختها آية السيف.
الله يتوفى الأنفس حين موتها يقول : عند أجلها ، يعني التي قضى الله عليها الموت ، فيمسكها على الجسد في التقديم والتي لم تمت في منامها فتلك الأخرى التي يرسلها إلى الجسد فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لعلامات لقوم يتفكرون في أمر البعث.
أم اتخذوا من دون الله شفعاء نزلت في كفار مكة زعموا أن للملائكة شفاعة قل لهم : يا محمد أولو يعني إن كانوا لا يملكون شيئا من الشفاعة ولا يعقلون أنكم تعبدونهم ، نظيرها في الأنعام.
قل لله الشفاعة جميعا فجميع من يشفع إنما هو بإذن الله ، ثم عظم نفسه ، فقال : له ملك السماوات والأرض وما بينهما من الملائكة وغيرهم عبيده وفي ملكه ثم إليه ترجعون . وإذا ذكر الله وحده اشمأزت يعني انقبضت ، ويقال : نفرت عن التوحيد قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة يعني لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، يعني كفار مكة وإذا ذكر الذين عبدوا من دونه من الآلهة إذا هم يستبشرون بذكرها وهذا يوم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم بمكة ، فقرأ : اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى ، عندها شفاعة ترتجى ، ففرح كفار مكة حين سمعوا أن لها شفاعة.