الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل  ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير  هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب  فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون  رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق  

قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين يعني كانوا نطفا فخلقهم فهذه موتة وحياة ، وأماتهم عند آجالهم ، ثم بعثهم في الآخرة ، فهذه موتة وحياة أخرى ، فهاتان موتتان وحياتان فاعترفنا بذنوبنا بأن البعث حق فهل إلى خروج من سبيل قالوا : فهل لنا كرة إلى الدنيا مثلها في "حم عسق".

قوله : ذلكم المقت في التقديم إنما كان بأنه إذا دعي الله يعني إذا ذكر الله وحده كفرتم به يعني بالتوحيد وإن يشرك به تؤمنوا يعني وإن يعدل به تصدقوا ، ثم قال : فالحكم يعني القضاء لله العلي يعني الرفيع فوق خلقه الكبير يعني العظيم فلا شيء أعظم منه.

قوله تعالى : هو الذي يريكم آياته يعني السماوات والأرض ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، والرياح ، والسحاب ، والليل ، والنهار ، والفلك في البحر ، والنبت ، والثمار عاما بعام وينزل لكم من السماء رزقا يعني المطر وما يتذكر في هذا الصنع فيوحد الرب تعالى إلا من ينيب إلا من يرجع.

ثم أمر المؤمنين بتوحيده فقال عز وجل فادعوا الله مخلصين يعني موحدين [ ص: 145 ] له الدين يعني التوحيد ولو كره الكافرون من أهل مكة ، ثم عظم نفسه عن شركهم ، فقال عز وجل : رفيع الدرجات يقول : أنا فوق السماوات لأنها ارتفعت من الأرض سبع سماوات ذو العرش يعني هو عليه ، يعني على العرش يلقي الروح من أمره يقول : ينزل الوحي من السماء بإذنه على من يشاء من عباده من الأنبياء لينذر النبيون بما في القرآن من الوعيد يوم التلاق يعني يوم يلتقي الخالق والخلائق.

التالي السابق


الخدمات العلمية