قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون
قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله وذلك أن كفار مكة من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على هذا الذي أتيتنا به ؟ ألا تنظر إلى ملة أبيك عبد الله ، وجدك عبد المطلب ، وإلى سادة قومك يعبدون اللات والعزى ومناة ، فتأخذ به ، فما يحملك على ذلك إلا الحاجة ، فنحن نجمع لك من أموالنا ، فأمروه بترك عبادة الله تعالى ، فأنزل الله قل يا محمد لكفار مكة : إني نهيت أن أعبد الذين تدعون يعني تعبدون من دون الله من الآلهة لما جاءني يعني حين جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم يعني أخلص التوحيد لرب العالمين . هو الذي خلقكم من تراب وذلك أن كفار مكة كذبوا بالبعث ، فأخبرهم الله عن بدء خلقهم ليعتبروا في البعث ، فقال تعالى : هو الذي خلقكم من تراب يعني آدم ، عليه السلام ، ثم من نطفة يعني ذريته ثم من علقة يعني مثل الدم ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم يعني ثماني عشرة سنة ، فهو في الأشد ما بين الثماني عشرة إلى الأربعين سنة ثم لتكونوا شيوخا يعني لكي تكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل أن يكون شيخا ولتبلغوا أجلا مسمى يعني الشيخ والشاب جميعا ولعلكم يعني ولكي تعقلون يقول : لكي تعقلوا آثار ربكم في خلقكم بأنه قادر على أن يبعثكم كما خلقكم.
ثم قال : هو الله الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء فإذا قضى أمرا كان في علمه يعني البعث : فإنما يقول له كن فيكون فإنما يقول له كن فيكون مرة واحدة لا يثنى قوله.
ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله يعني آيات الله القرآن أنه ليس من الله عز وجل أنى يصرفون يقول : من أين يعدلون عنه إلى غيره ، يعني كفار مكة.
[ ص: 156 ]