وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
ثم قال سبحانه: وإذا سألك عبادي عني ، وذلك أنه ثم كان في الصوم الأول أن الرجل إذا صلى العشاء الآخرة، أو نام قبل أن يصليها، حرم عليه الطعام والشراب والجماع، كما يحرم بالنهار على الصائم، إن ، رضي الله عنه، صلى العشاء الآخرة، ثم جامع امرأته، فلما فرغ ندم وبكا، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا نبي الله، إني أعتذر إلى الله عز وجل، ثم إليك من نفسي هذه الخاطئة واقعت أهلي بعد الصلاة، فهل تجد لي رخصة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لم تك جديرا بذلك يا عمر بن الخطاب عمر "، فرجع حزينا، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم صرمة بن أنس بن صرمة بن مالك ، من بني [ ص: 98 ] عدي بن النجار عند العشاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا قيس ، ما لك طليحا؟ "، فقال: يا رسول الله، ظللت أمس في حديقتي، فلما أمسيت أتيت أهلي، وأرادت المرأة أن تطعمني شيئا سخنا، فأبطأت علي بالطعام، فرقدت فأيقظتني وقد حرم علي الطعام، فأمسيت وقد أجهدني الصوم.
واعترف رجال من المسلمين عند ذلك بما كانوا يصنعون بعد العشاء، فقالوا: ما توبتنا ومخرجنا مما علمنا، فأنزل الله عز وجل: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ، أي فأعلمهم أني قريب منهم في الاستجابة، أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي بالطاعة، وليؤمنوا بي ، يعني وليصدقوا بي، فإني قريب سريع الإجابة أجيبهم لعلهم يرشدون ، يعني لكي يهتدون.