الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون  الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون  ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون  ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون  

ولقد أرسلنا رسلا من قبلك يا محمد منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ذكرهم وما كان لرسول أن يأتي بآية وذلك أن كفار مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية يقول الله تعالى : وما كان لرسول يعني وما ينبغي لرسول أن يأتي بآية إلى قومه إلا بإذن الله يعني إلا بأمر الله فإذا جاء أمر الله بالعذاب يعني القتل ببدر فيها تقديم ، قضى العذاب بالحق يعني لم يظلموا حين عفوا وخسر هنالك يعني عند ذلك المبطلون يعني المكذبين بالعذاب في الدنيا بأنه غير كائن.

ثم ذكرهم صنعه ليعتبروا فيوحدوه ، فقال سبحانه : الله الذي جعل لكم الأنعام يعني الإبل والبقر لتركبوا منها ومنها تأكلون يعني الغنم.

ولكم فيها منافع في ظهورها ، وألبانها ، وأصوافها ، وأوبارها ، وأشعارها ، ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم يعني في قلوبكم وعليها يعني الإبل والبقر وعلى الفلك يعني السفن تحملون . ثم قال : ويريكم آياته لهذا الذي ذكر من الفلك والأنعام من آياته ، فاعرفوا توحيده بصنعه ، وإن لم تروه ، ثم قال : فأي آيات الله تنكرون أنه ليس من الله عز وجل.

[ ص: 158 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية