ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون
ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، يعني ظلما، وذلك امرأ القيس بن عابس ، وعبدان بن أشوع الحضرمي اختصما في أرض، فكان امرؤ القيس المطلوب، وعبدان الطالب، فلم يكن لعبدان بينة، وأراد امرؤ القيس أن يحلف، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " ، يعني عرضا يسيرا من الدنيا، إلى آخر الآية، فلما سمعها امرؤ القيس كره أن يحلف، ولم يخاصمه في أرضه، وحكمه فيها، فأنزل الله عز وجل: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ، يقول: أن فذلك قوله سبحانه: لا يدلين أحدكم بخصومة في استحلال مال أخيه، وهو يعلم أنه مبطل، لتأكلوا فريقا ، يعني طائفة، من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون أنكم تدعون الباطل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر مثلكم، فلعل بعضكم أعلم بحجته، فأقضي له وهو مبطل ". ثم قال عليه السلام: " أيما رجل قضيت له بمال امرئ مسلم، فإنما هي قطعة من نار جهنم أقطعها، فلا تأكلوها ".