والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين
وقوله : والذي قال لوالديه فهو عبد الرحمن بن أبي بكر ، وأمه رومان بنت عمرو [ ص: 224 ] بن عامر الكندي دعاه أبواه إلى الإسلام وأخبراه بالبعث بعد الموت ، فقال لوالديه : أف لكما يعني قبحا لكما الرديء من الكلام أتعدانني أن أخرج من الأرض يعني أن يبعثني بعد الموت وقد خلت القرون من قبلي يعني الأمم الخالية فلم أرا أحدا منهم يبعث ، فأين عبد الله بن جدعان ؟ وأين ، وأين عثمان بن عمرو عامر بن عمرو ؟ كلهم من قريش وهم أجداده ، فلم أر أحدا منهم أتانا ، فقال أبواه : اللهم اهده ، اللهم أقبل بقلبه إليك ، اللهم تب عليه ، فذلك قوله : وهما يستغيثان الله يعني يدعوان الله له بالهدى ، أن يهديه ويقبل بقلبه ، ثم يقولان : ويلك آمن صدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال إن وعد الله حق فيقول عبد الرحمن ما هذا إلا أساطير الأولين ما هذا الذي تقولان إلا كأحاديث الأولين.