كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
كان الناس ، يعني أهل السفينة، أمة واحدة ، يعني على ملة الإسلام وحدها، وذلك أن خاصم اليهود في أمر عبد الله بن سلام محمد صلى الله عليه وسلم ، فبعث الله النبيين إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ولوط بن حران بن آزر، فبعثهم الله مبشرين بالجنة، ومنذرين من النار، وأنزل معهم الكتاب بالحق ، يعني صحف إبراهيم; ليحكم بين الناس ; ليقضي الكتاب فيما اختلفوا فيه من الدين، فدعا بها إبراهيم وإسحاق قومهما، ودعا بها إسماعيل جرهم، فآمنوا به، ودعا بها يعقوب أهل مصر، ودعا بها لوط سدوم وعامورا وصابورا ودمامورا، فلم يسلم منهم غير ابنتيه ريتا وزعوتا، يقول الله عز وجل: وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه ، يعني أعطوا الكتاب، من بعد ما جاءتهم البينات ، يعني البيان، بغيا بينهم ، يقول: تفرقوا بغيا وحسدا بينهم، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه ، يقول: حين اختلفوا في القرآن، من الحق بإذنه ، يعني التوحيد، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، يعني دين الإسلام; لأن غير دين الإسلام باطل.