يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم
يسألونك ماذا ينفقون من أموالهم، وذلك أن الله أمر بالصدقة، فقال ، قتل يوم أحد، رضي الله عنه، قال: يا رسول الله، كم ننفق؟ وعلى من ننفق؟ فأنزل الله عز وجل في قول عمرو بن الجموح الأنصاري من بني سلمة بن جشم بن الخزرج عمرو: كم ننفق؟ وعلى من ننفق ؟: يسألونك ماذا ينفقون من الصدقة، قل ما أنفقتم من خير من مال، كقوله سبحانه إن ترك خيرا ، يعني مالا، فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل ، فهؤلاء موضع نفقة أموالكم، وما تفعلوا من خير من أموالكم، فإن الله به عليم ، يعني بما أنفقتم عليم.
وأنزل في قول عمرو: يا رسول الله، كم ننفق من أموالنا؟ وعلى من ننفق؟ قول الله عز وجل: قل العفو ، يعني فضل قوتك، وإن كان من أصحاب الزرع والنخل أمسك ما يكفيه في سنته وتصدق بسائره، وإن كان ممن يعمل بيده أمسك ما يكفيه يومه ذلك وتصدق بسائره، فبين الله عز وجل ما ينفقون في هذه الآية، فقال: فإن كان الرجل من أصحاب الذهب والفضة أمسك الثلث وتصدق بسائره، قل العفو ، [ ص: 113 ] يعني فضل القوت، كذلك يعظكم هكذا يبين الله لكم الآيات ، يعني أمر الصدقات، لعلكم تتفكرون ، يقول لكي فتعملون لها في أيام حياتكم، فهذا التفكر فيهما، فشق على الناس حين أمرهم أن يتصدقوا بالفضل، حتى نزلت آية الصدقات في براءة، فكان لهم الفضل وإن كثر إذا أدوا الزكاة. تتفكروا في أمر الدنيا، فتقولون: هي دار بلاء، وهي دار فناء، ثم تتفكروا في الآخرة فتعرفون فضلها، فتقولون: هي دار خير، ودار بقاء،