الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم  

يسألونك ماذا ينفقون من أموالهم، وذلك أن الله أمر بالصدقة، فقال عمرو بن الجموح الأنصاري من بني سلمة بن جشم بن الخزرج ، قتل يوم أحد، رضي الله عنه، قال: يا رسول الله، كم ننفق؟ وعلى من ننفق؟ فأنزل الله عز وجل في قول عمرو: كم ننفق؟ وعلى من ننفق ؟: يسألونك ماذا ينفقون من الصدقة، قل ما أنفقتم من خير من مال، كقوله سبحانه إن ترك خيرا ، يعني مالا، فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل ، فهؤلاء موضع نفقة أموالكم، وما تفعلوا من خير من أموالكم، فإن الله به عليم ، يعني بما أنفقتم عليم.

وأنزل في قول عمرو: يا رسول الله، كم ننفق من أموالنا؟ وعلى من ننفق؟ قول الله عز وجل: قل العفو ، يعني فضل قوتك، فإن كان الرجل من أصحاب الذهب والفضة أمسك الثلث وتصدق بسائره،  وإن كان من أصحاب الزرع والنخل أمسك ما يكفيه في سنته وتصدق بسائره، وإن كان ممن يعمل بيده أمسك ما يكفيه يومه ذلك وتصدق بسائره، فبين الله عز وجل ما ينفقون في هذه الآية، فقال: قل العفو ، [ ص: 113 ] يعني فضل القوت، كذلك يعظكم هكذا يبين الله لكم الآيات ، يعني أمر الصدقات، لعلكم تتفكرون ، يقول لكي تتفكروا في أمر الدنيا، فتقولون: هي دار بلاء، وهي دار فناء، ثم تتفكروا في الآخرة فتعرفون فضلها، فتقولون: هي دار خير، ودار بقاء،  فتعملون لها في أيام حياتكم، فهذا التفكر فيهما، فشق على الناس حين أمرهم أن يتصدقوا بالفضل، حتى نزلت آية الصدقات في براءة، فكان لهم الفضل وإن كثر إذا أدوا الزكاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية