الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم  

فكتب عبد الله بن جحش إلى مسلمي أهل مكة بهذه الآية، وكتب إليهم أن عيروكم، فعيروهم بما صنعوا، وقال عبد الله بن جحش وأصحابه: أصبنا القوم في رجب، فنرجو أن يكون لنا أجر المجاهدين في سبيل الله، فأنزل الله عز وجل: إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم . الذين آمنوا والذين هاجروا إلى المدينة وجاهدوا المشركين في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله ، يعني جنة الله، نظيرها في آل عمران قوله سبحانه: وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله ، يعني ففي جنة الله; لقولهم للنبي صلى الله عليه وسلم: هل لنا أجر المجاهدين في سبيل الله.  

والله غفور رحيم ; لاستحلالهم القتل والأسر والأموال في الشهر الحرام، فكانت هذه أول سرية، وأول غنيمة، وأول خمس، وأول قتيل، وأول أسر كان في الإسلام،  فأما نوفل بن عبد الله الذي أفلت يومئذ، فإنه يوم الخندق ضرب بطن فرسه ليدخل الخندق على المسلمين في غزوة الأحزاب، فوقع في الخندق، فتحطم هو وفرسه، فقتله الله تعالى، وطلب المشركون جيفته بثمن، فقال صلى الله عليه وسلم: " خذوه، فإنه خبيث الجيفة، خبيث الدية   ".

[ ص: 116 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية