الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم  لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم  

ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ، نزلت في أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه، وفي ابنه عبد الرحمن ، حلف أبو بكر ، رضي الله عنه، ألا يصله حتى يسلم، وذلك أن الرجل كان إذا حلف، قال: لا يحل إلا إبرار القسم، فأنزل الله عز وجل: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ، يقول: لا يحلف على ما هو في معصية ألا يصل قرابته، وذلك أن الرجل يحلف أن لا يدخل على جاره، ولا يكلمه، ولا يصلح بين إخوانه، والرجل يريد الصلح بين الرجلين، فيغضبه أحدهما أو يتهمه، فيحلف المصلح أن لا يتكلم بينهما، قال الله عز وجل: لا تحلفوا ألا تصلوا القرابة:  أن تبروا وتتقوا الله وتصلحوا بين الناس ، فهو خير لكم من وفاء باليمين في معصية الله، والله سميع لليمين; لقولهم: حلفنا عليها، عليم ، يقول: عالم بها، كان هذا قبل أن تنزل الكفارة في المائدة.

لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ، وهو الرجل يحلف على أمر يرى أنه فيه صادق وهو مخطئ، فلا يؤاخذه الله بها، ولا كفارة عليه فيها، فذلك العفو، ثم قال عز وجل: ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ، يعني بما عقدت قلوبكم من المأثم، يعني اليمين الكاذبة التي حلف عليها، وهو يعلم أنه فيها كاذب، فهذه فيها كفارة، والله غفور ، يعني ذا تجاوز عن اليمين التي حلف عليها، حليم ، حين لا يوجب فيها الكفارة.

التالي السابق


الخدمات العلمية