وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون
ثم قال عز وجل: وكنتم في الآخرة أزواجا ثلاثة
يعني أصنافا ثلاثة، صنفان في الجنة، وصنف في النار، ثم أخبر عنهم، فقال: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة يقول: ما لأصحاب اليمين من الخير والكرامة في الجنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة يقول: ما لأصحاب المشأمة من الشر في جهنم، ثم قال: والسابقون إلى الأنبياء منهم أبو بكر ، وعلي ، رضي الله عنهما، هم السابقون إلى الإيمان بالله ورسوله من كل أمة، هم السابقون إلى الجنة.
ثم أخبر عنهم، فقال: أولئك المقربون عند الله تعالى في الدرجات والفضائل في جنات النعيم ، ثم قال يعني السابقين ثلة من الأولين
يعني جمعا من الأولين، يعني سابق الأمم الخالية، وهم الذين عاينوا الأنبياء، عليهم السلام، فلم يشكوا فيهم طرفة عين، فهم السابقون، فلما نزلت: وقليل من الآخرين يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهم أقل من سابق الأمم الخالية، ثم ذكر ما أعد الله للسابقين من الخير في جنات النعيم، فقال: على سرر موضونة كوضن الخرز في السلك، يعني بالموضون السرر وتشبكها مشبكة أوساطها بقضبان الدر والياقوت والزبرجد متكئين عليها يعني على السرر عليها الفرش متقابلين إذا زار بعضهم بعضا يطوف عليهم ولدان يعني غلمان لا يكبرون مخلدون لا يموتون (ب ) يدي الغلمان بأكواب يعني الأكواب العظام من فضة المدورة الرءوس ليس لها عرى ولا خراطيم وأباريق من فضة في [ ص: 313 ] صفاء القوارير. فذلك قوله في هل أتى على الإنسان كانت قواريرا قواريرا من فضة .
ثم قال: وكأس من معين يعني من خمر جار، وكل معين في القرآن، فهو جار غير الذي في تبارك الذي بيده الملك يعني به زمزم، إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ، يعني ظاهرا تناله الدلاء، وكل شيء في القرآن كأس، فهو الخمر لا يصدعون عنها فتوجع رءوسهم ولا ينزفون بها وفاكهة مما يتخيرون يعني يختارون من ألوان الفاكهة ولحم طير يعني من لحم الطير مما يشتهون إن شاءوا شواء، وإن شاءوا قديدا كل طير ينعت نفسه لولي الله تعالى وحور عين يعني البيضاء العيناء حسان الأعين كأمثال اللؤلؤ المكنون فشبههم في الكن كأمثال اللؤلؤ المكنون في الصدف المطبق عليه، لم تمسه الأيدي، ولم تره الأعين، ولم يخطر على قلب بشر، كأحسن ما يكون.