ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
قوله: ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم يقول ألم تنظر يا محمد إلى الذين ناصحوا اليهود بولايتهم فهو عبد الله بن نتيل المنافق، يقول الله تعالى: ما هم يعني المنافقين عند الله منكم يا معشر المسلمين ولا منهم يعني من اليهود في الدين والولاية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن نتيل: " إنك تواد اليهود " فحلف عبد الله بالله إنه لم يفعل وأنه ناصح، فأنزل الله تعالى: ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أنهم كذبة أعد الله لهم في الآخرة عذابا شديدا إنهم ساء يعني بئس ما كانوا يعملون اتخذوا أيمانهم يعني حلفهم جنة من القتل فصدوا الناس عن سبيل الله يعني دين الله الإسلام فلهم عذاب مهين فقال رجل من المنافقين: إن محمدا يزعم أنا لا ننصر يوم القيامة، لقد شقينا إذا، إنا لأذل من البعوض، والله لننصرن يوم القيامة بأنفسنا وأموالنا وأولادنا إن كانت قيامة، فأما اليوم فلا نبذلها، ولكن نبذلها يومئذ لكي ننصر، فأنزل الله تعالى: لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا [ ص: 335 ] يوم القيامة أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يعني مقيمين في النار لا يموتون.