الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين  

قوله: يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله يعني صيروا أنصارا لله، يقول: من قاتل في سبيل الله، يريد بقتاله أن تعلو كلمة الله، وهي لا إله إلا الله، وأن يعبد الله لا يشرك به شيئا، فقد نصر الله تعالى، يقول: انصروا محمدا صلى الله عليه وسلم كما نصر الحواريون عيسى ابن مريم، عليه السلام، وكانوا أقل منكم، وذلك أن عيسى، عليه السلام، مر بهم وهم ببيت المقدس، وهم يقصرون الثياب، والحواريون بالنبطية مبيضو الثياب، فدعاهم إلى الله، فأجابوه، فذلك قوله: كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله يقول: مع الله، يقول: من يمنعني من الله قال الحواريون نحن أنصار الله وهم الذين أجابوا عيسى، عليه السلام.

فآمنت طائفة من بني إسرائيل بعيسى، عليه السلام، وكفرت طائفة ثم انقطع [ ص: 358 ] الكلام فأيدنا الذين آمنوا يقول: قوينا الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم على عدوهم فأصبحوا ظاهرين بمحمد صلى الله عليه وسلم على أهل الأديان.

قوله: فلما جاءهم عيسى بالبينات يعني ما كان يخلق من الطين، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى، قالت اليهود: هذا الذي يصنع عيسى سحر مبين، يعني بين.

[ ص: 359 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية