الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير  أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير  أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور  أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور  أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم  

ولقد كذب الذين من قبلهم يعني قبل كفار مكة من الأمم الخالية رسلهم فعذبناهم فكيف كان نكير يعني تغييري وإنكاري ألم يجدوا العذاب حقا، يخوف كفار مكة ، ثم وعظهم ليعتبروا في صنع الله فيوحدونه، فقال: أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات يعني الأجنحة ويقبضن الأجنحة حين يردن أن يعن ما يمسكهن عند القبض والبسط إلا الرحمن إنه بكل شيء من خلقه بصير . ثم خوفهم، فقال: أمن هذا الذي هو جند يعني حزب لكم يا أهل مكة ، يعني فهابوه ينصركم يقول: يمنعكم من دون الرحمن إذا نزل بكم العذاب أن يعني ما الكافرون إلا في غرور يقول: في باطل، الذي ليس بشيء، ثم قال يخوفهم ليعتبروا: أمن هذا الذي يرزقكم من المطر من الآلهة غيري إن أمسك رزقه عنكم فهاتوا المطر يقول الله تعالى: أنا الرزاق، قال: بل لجوا في عتو يعني تمادوا في الكفر ونفور يعني تباعد من الإيمان، قوله: أفمن يمشي مكبا على وجهه يعني الكافر يمشي ضالا في الكفر أعمى القلب، يعني أبا جهل بن هشام ، أهدى أمن يمشي سويا يعني النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا مهتديا، نقي القلب على صراط مستقيم يعني طريق الإسلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية