سورة الكافرون
مكية، عددها ست آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين
قل يا أيها الكافرون نزلت في المستهزئين من قريش، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة والنجم إذا هوى ، فلما قرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، ألقى الشيطان على لسانه، في وسنه، فقال: تلك الغرانيق العلا، عندها الشفاعة ترتجى فقال أبو جهل بن هشام ، وشيبة ، وعتبة ابنا ربيعة ، وأمية بن خلف ، والعاص بن وائل ، والمستهزءون من قريش عشيا في دبر الكعبة لا تفارقنا يا محمد إلا على أحد الأمرين ندخل معك في بعض دينك ونعبد إلهك، وتدخل معنا في بعض ديننا وتعبد آلهتنا، أو تتبرأ من آلهتنا ونتبرأ من إلهك، فأنزل الله عز وجل، فيهم تلك الساعة قل يا أيها الكافرون إلى آخر السورة، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد، فقال: قل يا أيها الكافرون ، قالوا: ما لك يا محمد ؟ قال: لا أعبد ما تعبدون يقول: لا أعبد آلهتكم التي تعبدون اليوم ولا أنتم عابدون إلهي الذي أعبده اليوم ما أعبد . ثم قال: ولا أنا عابد ما عبدتم فيما بعد اليوم ولا أنتم عابدون ما أعبد فيما بعد اليوم لكم دينكم الذي أنتم عليه ولي دين الذي أنا عليه، ثم انصرف عنهم، فقال بعضهم: تبرأ ها منكم فشتموه وآذوه، ثم نسختها آية السيف في براءة: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم . [ ص: 530 ]