للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم
ثم بين على من ينفق، فقال: النفقة للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ، يقول: حبسوا، نظيرها: فإن أحصرتم ، يعني حبستم، وأيضا: وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ، يعني محبسا، الذين أحصروا حبسوا أنفسهم بالمدينة في طاعة الله عز وجل، فهم أصحاب الصفة.
قال: حدثنا عبيد الله ، عن أبيه، عن هذيل بن حبيب ، عن ، منهم مقاتل بن سليمان ، ابن مسعود ، والموالي أربعمائة رجل لا أموال لهم وأبو هريرة بالمدينة، فإذا كان الليل آووا إلى صفة المسجد، فأمر الله عز وجل بالنفقة عليهم، لا يستطيعون ضربا في الأرض ، يعني سيرا، كقوله سبحانه: وإذا ضربتم في الأرض ، يعني إذا سرتم في الأرض، يعني التجارة، يحسبهم الجاهل بأمرهم وشأنهم أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ، يعني بسيما الفقر عليهم لتركهم المسألة، لا يسألون الناس إلحافا فيلحفون في المسألة، وما تنفقوا من خير ، يعني من مال، كقوله عز وجل: إن ترك خيرا ، يعني مالا للفقراء أصحاب الصفة، فإن الله به عليم ، يعني بما أنفقتم عليم.