إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم
فبلغ أمر الحارث الأحد عشر الذين بمكة، فقالوا: نقيم بمكة ما أقمنا ونتربص بمحمد الموت، فإذا أردنا المدينة فسينزل فينا ما نزل في الحارث ويقبل منا ما يقبل منه، فأنزل الله عز وجل فيهم: إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا ، قالوا: نقيم بمكة كفارا، فإذا أردنا المدينة، فسينزل فينا كما نزل في الحارث ، لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون .
ثم أخبرهم عنهم وعن الكفار وما لهم في الآخرة، فقال عز وجل: إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار ، فيود أحدهم أن يكون له ملء الأرض ذهبا، يقدر على أن يفتدي به نفسه من العذاب لافتدى به، فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به ما قبل منه، أولئك لهم عذاب أليم ، وله عذاب وجيع نظيرها في المائدة، وما لهم من ناصرين ، يعني من مانعين يمنعونهم من العذاب.
قوله سبحانه: لن تنالوا البر حتى تنفقوا ، يقول: لن تستكملوا التقوى حتى تنفقوا في الصدقة مما تحبون من الأموال، وما تنفقوا من شيء ، يعني من صدقة، فإن الله به عليم ، يعني عالم به، يعني بنياتكم.