الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين  فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين  

إن أول بيت ، يعني أول مسجد، وضع للناس ، يعني للمؤمنين، للذي ببكة مباركا ، وإنما سمي بكة ; لأنه يبك الناس بعضهم بعضا في الطواف، ومباركا فيه، البركة مغفرة للذنوب،  وهدى للعالمين ، يعني المؤمنين من الضلالة لمن صلى فيه، وضلالة لمن صلى قبل بيت المقدس، وذلك أن المسلمين واليهود اختصموا في [ ص: 183 ] أمر القبلة، فقال المسلمون: القبلة الكعبة، وقالت اليهود: القبلة بيت المقدس، فأنزل الله عز وجل أن الكعبة أول مسجد كان في الأرض،  والبيت قبلة لأهل المسجد الحرام، والحرم كله قبلة الأرض.

ثم قال عز وجل: فيه آيات بينات مقام إبراهيم ، يعني علامة واضحة أثر مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، ومن دخله في الجاهلية كان آمنا حتى يخرج منه، ولله على الناس ، يعني المؤمنين حج البيت من استطاع إليه سبيلا ، يعني بالاستطاعة الزاد والراحلة، ومن كفر من أهل الأديان بالبيت ولم يحج واجبا فقد كفر، فذلك قوله سبحانه: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية