الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا  

من الذين هادوا ، يعني اليهود، يحرفون الكلم عن مواضعه ، يعني بالتحريف نعت محمد صلى الله عليه وسلم، عن مواضعه، عن بيانه في التوراة، ليا بألسنتهم، ويقولون للنبي صلى الله عليه وسلم سمعنا قولك وعصينا أمرك، فلا نطيعك، واسمع منا يا محمد تحدثك غير مسمع منك قولك يا محمد، غير مقبول ما تقول، وراعنا ، يعني أرعنا سمعك، ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ، يعني دين الإسلام، يقولون: إن دين محمد ليس بشيء، ولكن الذي نحن عليه هو الدين.

يقول الله عز وجل: ولو أنهم قالوا سمعنا قولك وأطعنا أمرك واسمع منا وانظرنا حتى نحدثك يا محمد، لكان خيرا لهم من التحريف والطعن في الدين ومن راعنا وأقوم ، يعني وأصوب من قولهم الذي قالوا، ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ، والقليل الذين آمنوا به، إذ يعلمون أن الله ربهم، وهو خالقهم ورازقهم، ويكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، نزلت في رفاعة بن زيد بن السائب ، ومالك بن الضيف ، وكعب بن أسيد ، كلهم يهود، مثلها في آخر السورة.

التالي السابق


الخدمات العلمية