الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا  

ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم عن القتال، نزلت في عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنهما، وهما من بني زهرة، وقدامة بن مظعون الجمحي ، والمقداد بن الأسود الكندي ، رضي الله عنهم، وذلك أنهم استأذنوا في قتال كفار مكة سرا، مما كانوا يلقون منهم من الأذى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مهلا، كفوا أيديكم عن قتالهم، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، فإني لم أؤمر بقتالهم "، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أمر الله عز وجل بالقتال، فكره بعضهم، فذلك قوله عز وجل: فلما كتب عليهم القتال  ، يعني فرض القتال بالمدينة، إذا فريق منهم ، نزلت في طلحة بن عبيد الله ، رضي الله عنه، يخشون الناس ، يعني كفار مكة، كخشية الله ، فلا يقاتلونهم، أو أشد خشية وقالوا ، وهو الذي قال: ربنا لم كتبت علينا القتال ، يعني لم فرضت علينا القتال، لولا أخرتنا إلى أجل قريب هلا تركتنا حتى نموت موتا وعافيتنا من القتل، قل متاع الدنيا قليل ، تتمتعون فيها يسيرا، والآخرة خير من الدنيا، يعني الجنة أفضل من الدنيا، لمن اتقى ولا تظلمون من أعمالكم الحسنة فتيلا ، يعني الأبيض الذي يكون في وسط النواة حتى يجازوا بها.

[ ص: 243 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية