يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين ، يعني قوالين بالقسط شهداء لله ، يقول سبحانه: أقيموا الشهادة لله بالعدل، ولو كانت الشهادة على أنفسكم أو على [ ص: 263 ] الوالدين والأقربين إن يكن أحدهما غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما بالغني والفقير من غيره، فلا تتبعوا الهوى في الشهادة والقرابة، واتقوا أن تعدلوا عن الحق إلى الهوى، ثم قال: وإن تلووا ، يعني التحريف بالشهادة، يلجلج بها لسانه فلا يقيمها ليبطل بها شهادته، أو تعرضوا عنها فلا تشهدوا بها، فإن الله كان بما تعملون من كتمان الشهادة وإقامتها خبيرا ، نزلت في رجل كانت عنده شهادة على أبيه، فأمره الله عز وجل أن يقيمها لله عز وجل، ولا يقول: إني إن شهدت عليه أجحفت بماله، وإن كان فقيرا هلك وازداد فقره، ويقال: إنه ، رضي الله عنه، الشاهد على أبيه أبو بكر الصديق أبي قحافة.