الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم  ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون  

وقوله سبحانه ولو أن أهل الكتاب ، يعني اليهود والنصارى، آمنوا ، يعني صدقوا بتوحيد الله، واتقوا الشرك، لكفرنا عنهم سيئاتهم ، يعني لمحونا عنهم ذنوبهم، ولأدخلناهم جنات النعيم

ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ، فعملوا بما فيهما من أمر الرجم والزنا وغيره، ولم يحرفوه عن مواضعه في التوراة التي أنزلها الله عز وجل، فأما في الإنجيل، فنعت محمد صلى الله عليه وسلم، وأما في التوراة، فنعت محمد صلى الله عليه وسلم، والرجم والدماء وغيرها، ولم يحرفوها عن مواضعها، "و" أقاموا بـ وما أنزل إليهم من ربهم في التوراة والإنجيل من نعت محمد صلى الله عليه وسلم، ومن إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولم يحرفوا نعته، لأكلوا من فوقهم ، يعني المطر، ومن تحت أرجلهم ، يعني من الأرض: النبات، ثم قال عز وجل: منهم أمة مقتصدة ، يعني عصبة عادلة في قولها من مؤمني أهل التوراة والإنجيل، فأما أهل التوراة، فعبد الله بن سلام وأصحابه، وأما أهل الإنجيل، فالذين كانوا على دين عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، وهم اثنان وثلاثون رجلا، ثم قال سبحانه: وكثير منهم ، يعني من أهل الكتاب، يعني كفارهم، ساء ما يعملون ، يعني بئس ما كانوا يعملون.

التالي السابق


الخدمات العلمية