الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون  ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون  وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين  إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين  

ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى ، يعني معذب أهل القرى بظلم بغير ذنب في الدنيا، وأهلها غافلون عن العذاب حتى يبعث في أمها رسولا ينذرهم بالعذاب حجة عليهم.

ولكل ، يعني كفار الجن والإنس، درجات ، يعني فضائل من العذاب في الآخرة، مما عملوا في الدنيا، وما ربك بغافل عما يعملون ، هذا وعيد، نظيرها في الأحقاف.

وقوله: وربك الغني عن عبادة خلقه، ذو الرحمة ، يعني النعمة، فلا تعجل عليهم بالعذاب، يعني كفار مكة، إن يشأ يذهبكم بهلاك، ويستخلف من بعدكم خلقا من غيركم بعد هلاككم ما يشاء ، إن شاء مثلكم، وإن شاء أمثل وأطوع لله منكم، كما أنشأكم ، يعني كما خلقكم من ذرية قوم آخرين ، يعني ذرية أهل سفينة نوح، إن ما توعدون من العذاب في الدنيا لآت ، يعني لكائن، وما أنتم بمعجزين ، يعني بسابقي الله بأعمالكم الخبيثة حتى يجزيكم بها.

التالي السابق


الخدمات العلمية